فن النسيج على المرايا
في هذه التجربة الفنية الراقية، تتجاوز المرايا العادية وظيفتها الانعكاسية لتتحوّل إلى لوحات مضيئة لفن النسيج التقليدي. يقوم الحرفيون المهرة بتزيين أطراف المرايا باستخدام تقنيات نسج متوارثة، حيث يُختار كل خيط بعناية ليتفاعل مع انعكاسه البصري، مما يخلق حالة فريدة من التناغم بين الشكل المادي وصورته المنعكسة. ينتج عن هذا التفاعل ازدواجية آسرة، حيث تبدو الأشكال النسيجية الصلبة وكأنها تذوب في انعكاساتها، فتتشكل لوحة متغيرة باستمرار من الضوء والملمس. تكشف عملية الإبداع عن قصد فني عميق؛ إذ تكتسب النقوش الهندسية المستوحاة من العمارة النجدية أبعادًا جديدة عند انعكاسها، بينما تزدهر الزخارف العضوية إلى ما لا نهاية على حوافها. يشاهد الضيوف كيف يوازن الحرفيون بين الصلابة البنيوية والشاعرية البصرية، لضمان أن كل عنصر منسوج يُثري المرايا دون أن يطغى عليها. بعد أن زيّنت متاجر فاخرة ومعارض ثقافية، تعيد هذه التجربة تعريف الفن الزخرفي. فهي في الفعاليات المؤسسية تجسيدٌ لجمال التباين المتكامل، وفي البرامج الثقافية رمزٌ للابتكار المنبثق من التراث. ويغادر المشاركون التجربة ليس فقط بانبهار بصري، بل بتقدير جديد لكيفية إعادة صياغة الحِرف التقليدية لتتناسب مع الفضاءات المعاصرة.