صناعة الفخار
صناعة الفخار: حرفة متجذرة في تراب المملكة
تُعد صناعة الفخار من أقدم الحرف التقليدية في المملكة العربية السعودية، حيث تجسّد انسجامًا خالدًا بين الأرض والإنسان. عبر تشكيل الطين يدويًا وصقله بالنار، أدّت هذه الحرفة دورًا عمليًا وجماليًا في المجتمعات السعودية، من تخزين المياه إلى تزيين المنازل بجمال طبيعي أصيل.
يُستخرج الطين الغني بالمعادن من أودية المملكة، ليقوم الحرفيون المهرة بعجنه وتشكيله ونقشه بعناية فائقة. بعد التشكيل، تترك القطع لتجف في الهواء الطلق قبل دخولها إلى الأفران التقليدية، حيث تتعرض لدرجات حرارة تتجاوز 1000 درجة مئوية، مما يمنح الفخار ألوانه الترابية العميقة وملمسه الفريد الذي يميز الفخار السعودي التقليدي. وبفضل التفاوت الدقيق في الألوان والأشكال، لا تتشابه أي قطعتين تمامًا.
كفعالية ثقافية، تمنح ورش صناعة الفخار الزوار تجربة حسية تربطهم بالتراث الأصيل؛ إذ تتيح لهم الشعور بملمس الطين الخام، ومشاهدة الإيقاع التأملي لحركة عجلة الفخار، وتقدير الصبر والمهارة الكامنة وراء كل قطعة. تُعد هذه التجربة إضافة مميزة للمهرجانات الثقافية والفعاليات الراقية، حيث تجمع بين التفاعل الحسي وتعميق فهم الزائرين لفن متجذر في أرض المملكة.