صناعة العقال

العقال: رمز الأصالة والهوية العربية

يُعد العقال رمزًا راسخًا للكرامة والهوية في الثقافة العربية، وقد زيّن رؤوس الرجال عبر أجيال متعاقبة في مختلف أرجاء المنطقة. وإلى جانب دوره العملي في تثبيت الغترة أو الشماغ، يحمل العقال بين خيوطه إرثًا غنيًا من التاريخ والحرفية الأصيلة.

يصنع العقال بأنامل حرفيين مهرة عبر عمليات دقيقة ومتقنة، حيث تُستخدم مواد طبيعية مثل شعر الماعز الأسود أو الصوف الفاخر، ويتم غزلها ولفها باستخدام أدوات تقليدية مثل “الدزقة” و”الملف” للوصول إلى السماكة والصلابة المطلوبة. تمر صناعة العقال بعدة مراحل، من بينها “كسرة العقال” التي تتضمن ربط الأطراف وعقدها، و”تدريس” التي تشمل الخياطة والتغليف، لينتج في النهاية قطعة تجمع بين الجمال والوظيفة العملية.

في العصر الحديث، تقدم ورش صناعة العقال تجربة تفاعلية تتيح للمشاركين الغوص في أعماق هذه الحرفة التراثية. إذ تمنحهم فرصة الإحساس بملمس الخيوط أثناء لفها، وفهم الرمزية العميقة الكامنة وراء كل عقدة، مما يعزز تقديرهم لدور العقال كأحد مظاهر التعبير الثقافي. وقد أصبحت هذه الجلسات من الفعاليات المرموقة في المهرجانات الثقافية والبرامج المؤسسية، لما توفره من ارتباط ملموس بتقاليد المملكة العريقة.