الفنون الخزفية
يمتد تاريخ فنون الخزف في المملكة العربية السعودية إلى الحضارات القديمة، حيث أبدع الحرفيون في تحويل الطين إلى أشكال خالدة. من أواني قريّة المرسومة بدقة في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، إلى الإبداعات المعاصرة، يُجسد هذا الفن حوارًا مستمرًا بين الأصالة والتجديد.
يبدأ الحرفيون المهرة رحلتهم باختيار وتنقية أنواع الطين المحلي، مثل الطين المستخرج من الأودية الجافة، ثم يعجن الطين للوصول إلى القوام المناسب. باستخدام أدوات بسيطة، يقومون بتشكيله في قوالب وأشكال متعددة، تُترك لتجف تحت أشعة الشمس لعدة أيام، قبل أن تُحرق في أفران تقليدية بدرجات حرارة عالية، مما يمنح الخزف صلابته وقدرته على تحمل الاستخدام اليومي.
في العصر الحالي، تقدم ورش عمل فنون الخزف للمشاركين فرصة تفاعلية لخوض تجربة إبداعية أصيلة. حيث تُمكّنهم من تشكيل الطين وتزيينه بأيديهم، مانحة إياهم شعورًا بالرضا الفني وهروبًا مريحًا من روتين الحياة اليومية. وقد أصبحت هذه الجلسات من أبرز الفعاليات المطلوبة في المهرجانات الثقافية والفعاليات المؤسسية، لما توفره من ارتباط حسي ووجداني بإرث المملكة الفني العريق.