السدو
يُعد السدو من أعرق فنون النسيج البدوية، حيث يُحوّل الصوف الخام إلى منسوجات هندسية آسرة، تحمل كل زخرفة فيها قصصًا عن حياة الصحراء، وروابط القبيلة، وحكمة الأجداد. وقد توارثته الأجيال عبر شبه الجزيرة العربية، ليزيّن الخيام ومستلزمات الإبل والمناسبات الاحتفالية، محافظًا على لغة بصرية فريدة لثقافة الترحال.
تبدأ رحلة السدو بغزل يدوي لخيوط الصوف المستخلصة من الأغنام أو الماعز أو الإبل، ثم تُصبغ بالألوان الطبيعية قبل أن تُنسج باستخدام الأنوال الأرضية الأفقية. وتحمل لوحة الألوان النابضة—من الأحمر والأسود إلى الأبيض—دلالات رمزية، حيث تعبّر الأنماط المتكررة عن معانٍ مثل الماء والمأوى والوحدة. يمتاز إيقاع النسيج بالدقة والتعبير، معتمدًا على الذاكرة والخبرة الدقيقة بالرموز القبلية.
وفي عصرنا الحاضر، توفر ورش عمل السدو للمشاركين تجربة حسية أصيلة مع أحد أكثر الحرف التراثية تميزًا في المملكة. حيث يكتشفون بأناملهم كيف يجمع كل شريط منسوج بين الفن والأرشفة الثقافية. ولا تزال هذه الورش من أبرز الفعاليات المطلوبة ضمن المهرجانات الثقافية وبرامج تنشيط التراث، لما تقدمه من رحلة ملموسة في عمق تقاليد التصميم السعودية الخالدة.